أخبار وتقارير

القوى التقليدية تسعى لتغييب الصوت المدني لتعز ليتسنى لها منازلة الحوثي في الشمال والحراك في الجنوب

يمنات – خاص

تحاول قوى تقليدية نافذة في العاصمة صنعاء الانقضاض على مدينة تعز، وتحويلها من مدينة تصدر المدنية إلى ربوع الوطن، إلى مدينة تعج بالمليشيات والعصابات المسلحة، واقناع قاطنيها المدنيين المسالمين بالاحتكام للعرف القبلي بعيدا عن النيابات والمحاكم وأقسام الشرطة.

وكلاء القوى المتصارعة في العاصمة موجودون في تعز، ويحاولون إثبات أنهم الكفة الأرجح في المدينة المسالمة، فتجدهم مرة يستعرضون بمسلحيهم في أطراف المدينة ومداخلها، وتارة بممارسة الاختطافات واقتحام المكاتب الحكومية.

تجمع الإصلاح في المحافظة يحاول استثمار تواجد المليشيات المسلحة التي يقودها محسوبين عليه، والصراعات المسلحة التي تغذيها جهات نافذة، وحتى استثمار شباب الثورة المعتصمين في ساحة الحرية، من أجل مساومة المحافظ شوقي هائل لتقاسم المكاتب التنفيذية في المحافظة.

ويهدف الإصلاح من كل ذلك السيطرة على المحافظة التي لا زالت تقاوم المبادرة الخليجية وتصر على سلمية الثورة وتطالب بالدولة المدنية الحديثة، التي ترغب القوى التقليدية في تجمع الإصلاح تحويلها إلى دولة يحكمها عكاز الشيخ ببزة العسكري وبندقيته بمباركة بفتوى الفقيه.

 

المتأمل لمجريات الأحداث في تعز يلاحظ أنتشار المليشيات المسلحة بشكل مخيف، ومعظهم من أولئك المسلحين الذين كانوا يقاتلون القوات الموالية لصالح ويدعون بأنهم حماة الثورة، ليتحولوا اليوم إلى معكري السلم الاجتماعي وسببا في الانفلات الأمني في مدينة تعز وضواحيها.

انتشار المسلحين في أحياء وشوارع المدينة وتزايد انفلات الأوضاع الأمنية في مدينة تعز، تغذيه جهات نافذة ترغب في إفشال السلطة المحلية، بهدف اسقاطها ومن ثم السيطرة على المحافظة لتنفيذ أجندات معدة سلفا.

الأجهزة الأمنية ليست عاجزة عن إخلاء المدينة من المسلحين والقبض على المطلوبين أمنيا، ولكنها تعاني من الاختراق من قبل بعض الجهات، فتجدها تارة تضغط على المواطن للاحتكام للشيخ فلان بدلا من تحويله للنيابة، ومرة تفرج على مطلوبين أمنيا، وأخرى تسرب معلومات عن التحركات الأمنية لضبط الخارجين عن القانون.

كل ذلك يعود إلى تغلغل محسوبين على القوى التقليدية في مفاصل الجهاز الأمني في المحافظة أثناء تولي العميد علي السعيدي لإدارة الأمن، وقيامه بإحداث تغييرات واسعة في الإدارة الأمنية وإدارات أمن المديريات لصالح القوى التي أوصلته لذات المنصب.

 

وساعد غياب الأجهزة الأمنية في المديريات على تغذية الصراعات المسلحة في القرى، لإذكاء صراعات قبلية، هدفها تمزيق النسيج المجتمعي وإشغال أبناء المحافظة في اتون صراعات قبلية، بعد أن فشلت فكرة تسويق جماعة الحوثي في المحافظة والتهويل من خطرهم، وكل ذلك بهدف تمرير مخططات تمزيق المحافظة ومن ثم ابتلاعها والسيطرة عليها.

وساهم انفلات الأوضاع الأمنية في ظهور بعض الجماعات للعلن، وعرض بضاعتها على الجدران والأسوار والشوارع.

وتنتشر على مداخل المدينة وفي أطرافها شعارات تبشر بدولة الخلافة المنشودة، وبالذات في منطقة الزيلعي عند الضواحي الجنوبية لمدينة تعز، وفي حي عصيفرة شمال المدينة، وفي حي صالة جنوب المدينة، حيث تتواجد جماعات دينية متشددة لا تعرف ارتباطاتها والمشاريع التي تسعى لتسويقها وعلاقتها بالقاعدة وأنصار الشريعة.

 

وفي المحصلة النهاية صار الصوت المدني التي تمثله تعز محاصر بالقوى التقليدية التي تسعى لإسكاته ليتسنى لها السيطرة على المحافظة أولا، ما سيجعلها تتفرغ لمنازلة جماعة الحوثي في شمال الشمال والحراك في الجنوب باعتبارهما عائقا لمشروع المبادرة الخليجية التي أنقذت النظام من التهاوي أمام مارد ثورة الشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى